هذا الكتاب يفك الكاتب حمدي بن حمزة أبو زيد شخصية
***************************************************
ذي القرنين بانياً حقائقه على وثائق وأدلة تاريخية وقراءة دقيقة ومتأنية للتاريخ القديم ويفاجأ القراء بأن ذو القرنين ماهو إلا أخناتون ذلك الملك الفرعوني الموحد لله ويكشف أيضا أسرار قوم يأجوج ومأجوج أصلهم زمانهم وأوطانهم. يقع هذا الكتاب في 543 صفحة متضمنا ملاحق لصور ردم يأجوج ومأجوج ومواقع مطلع ومغرب الشمس مفسرا بذلك سر الآيات الواردة في سورة الكهف تفسيرا دقيقا ويجعلك تعيد قراءة تلك الآيات بنظرة مختلفة واحساس آخر بني على يقين ووضوح.
كان ذو القرنين وفقاً للنص القراني رجلا مؤمنا بالله الواحد وكان له منهج إيماني في التعامل مع الناس والأعمال مما يؤكد فرضية نبوته.. أما بالنسبة للاسكندر فإن كل الادلة والشواهد تدل على أنه عاش في فترة ما قبل ولادة المسيح (القرن الرابع قبل الميلاد) وهذا يعني ان أوروبا بما فيها اليونان ومقدونيا بلد الاسكندر المقدوني لم تكن تعرف أية ديانة سماوية.
2- اختلاف الاهداف والوسائل.. تمكن الاسكندر من غزو بلاد فارس والبنجاب وباكستان وأفغانستان ونصب نفسه ملكا عليها وكان هدفه الانتقام من العدو التقليدي لليونان والمتمثل في الامبراطورية الفارسية... وقد صاحبت غزواته الكثير من المآسي والنكبات التي حلت بتلك الشعوب. أما هدف ذي القرنين فكان، كما جاء في القرآن، نشر العدل ورفع الظلم وإرشاد الناس لعبادة الله والتزام شرائعه.
3- اختلاف النطاق الجغرافي لمسيرتهما.. كانت آخر نقطة وصلها الاسكندر عند منطقة البنجاب. أما بالنسبة لذي القرنين فقد امتدت مسيرته حتى بلغت منتصف المحيط الهادي حيث بلغ مطلع الشمس والتي سنأتي على ذكرها فيما بعد.
4- بناء الردم.. لم ترد في سيرة الاسكندر أية إشارة إلى بناء سد أو ردم..وهذا يعطي برهانا بان ذا القرنين شخصية أخرى ومتميزة عن الاسكندر.
5- دور ذي القرنين في صنع التاريخ الصيني القديم.. هناك دلالات ومؤشرات من واقع التاريخ الصيني القديم (حوالي 1350 – 1150) تشير إلى احداث هي اقرب ما تكون لسيرة ذي القرنين وهذا دليل اخر على اختلاف شخصية ذي القرنين عن شخصية الاسكندر الذي لم تطأ قدماه الصين على الإطلاق وذلك وفقا لسيرته التي تم تدوينها وتوثيقها من قبل شتى المصادر والمراجع.
اصول ذي القرنين وسيرته حتى بداية رحلته الكبرى: في هذا الفصل من الكتاب يتعرض المؤلف إلى التاريخ القديم لمصر وانها تعرضت لغزو من قبائل الهكسوس وهم على ارجح الاقوال قبائل اسيوية قدموا لمصر وتكاثروا وتغلغلوا في الدولة حتى تمكنوا من السيطرة على زمام الامور نتيجة لضعف الاسر الحاكمة في ذلك الوقت وبدأ حكمهم لمصر بعد سقوط الاسرة الثالثة عشر حوالي عام 1725 ق.م واستمر حكمهم لاكثر من 150 سنة وروايات أخرى ترجح أكثر من ذلك..وبعث يوسف في عهدهم.
انتهت حقبة الهكسوس حوالي 1500 ق.م حيث ولد بعدها موسى حوالي 1436ق.م وتوفي عام 1316ق.م وحكمت مصر في عهده من قبل الاسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة..واحد ملوكها هو (امنحوتب الثالث) الذي هو فرعون موسى..وليس رمسيس الثاني كما يعتقد الكثيرون..وضمن هذه الحقبة وقع في مصر حدث عظيم يتمثل في ثورة أحد ملوك الاسرة الثامنة عشرة على عبادة الاوثان والبدء في الدعوة إلى الله الواحد وكان ذلك الملك هو (امنحوتب الرابع) ابن (امنحوتب الثالث) السابق ذكره..وغير ذلك الملك اسمه إلى (اخناتون) الذي يعني (خادم أو عبد رب الشمس).
تشير المصادر التاريخية ان موسى واخناتون عاشا في نفس القصر وكان موسى يكبر اخناتون في العمر وتكونت بينهما صداقة عميقة وتاثر اخناتون كثيرا بموسى ولعل ذلك توطيدا لدوره في المستقبل..ونقمته على عبادة الاوثان..ولكن السؤال هنا..هل كان الرجل المؤمن من ال فرعون الذي ذكر في القران هو اخناتون ؟؟؟ دعونا نتتبع ونتمعن في بعض الاحداث..
1- عندما قتل موسى رجلا اثر مناصرته لاحد الضعفاء جاءه رجل من أقصى المدينة كما ذكر في القران الكريم وقال له ان الملأ ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين..ولا يقول مثل ذلك القول الا شخص يعلم ما يدور داخل البيت الحاكم من امور ودسائس. 2- عندما دعا موسى فرعون لعبادة الله وحده..صور لنا القران ذلك المشهد بمثابة مناظرة بين موسى من ناحية وفرعون وملئه من ناحية والرجل المؤمن من ناحية.. دعوني اسرد لكم الايات من سورة غافر.. ((وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَإذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ))
ويستمر سرد الايات حيث تأخذ فرعون العزة بالاثم ويأمر هامان ان يبني له صرحا لعله يبلغ الأسباب أسباب السموات فيطلع على آله موسى.. وهنا يتدخل الرجل المؤمن مرة أخرى وبقوة حيث يعنف اباه فرعون وقومه حيث يقول (ويا قوم مالي ادعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار..تدعونني لاكفر بالله واشرك ماليس لي به علم وانا ادعوكم إلى العزيز الغفار..لا جرم انما تدعوننني اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة وأن مردنا إلى الله وان المسرفين هم اصحاب النار.. فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري إلى الله ان الله بصير بالعباد..فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب)
ولو أننا تفكرنا فيما قاله الرجل المؤمن لوجدنا أنه كان قولا قويا وصريحا ومباشرا وجريئا لعقم تفكير فرعون وهامان وقارون، وصحة ورشد موسى من ناحية أخرى..ولكن الملفت للنظر في ذلك المشهد هو ان الرجل المؤمن كان هو المستحوذ الأكبر على الحديث وتوجيه النصح والإرشاد واللوم والتعنيف، وكان اقرب ما يكون إلى دعوات الرسل ومنهجهم. ومن الملفت للانتباه أيضا وبصورة أكبر أن فرعون وبطانته لم يتخذوا موقفا اعتراضيا أو مقاوما بصورة صريحة من دعوة وآراء الرجل المؤمن بالرغم مما حملته من نصح بليغ ووعيد شديد والغريب أيضا أن ردود فرعون وبطانته للرجل المؤمن لم تكن تحمل أي نوع من الغضب أو التهديد أو الزجر، فماذا يعني ذلك ؟ إن ذلك يعني وبصورة جلية أن ذلك الرجل المؤمن كان ذا مكانة خاصة لدى فرعون. مكانة جعلته يتحاشى صده أو معاقبته أو زجره أمام الملأ. وهذا يفسر عدم تجرؤ هامان وقارون على التحريض بقتله أو شتمه خشية من فرعون، لماذا؟ لأن ذلك الرجل في الحقيقة هو ابن ذلك الفرعون، أي (امنحوتب الرابع) ابن (امنحوتب الثالث) أي هو (اخناتون).
3- من خلال الدراسات التاريخية الكثيرة والدقيقة للتاريخ المصري القديم لم تشر كل تلك المصادر إلى شخصية مؤمنة من آل فرعون ويؤمن بالاله الواحد غير (أخناتون).
4- عدم العثور على رفات أخناتون ونفرتيتي في مصر. مما يلفت الانتباه أيضا عدم وجود أي أثر لرفات أخناتون وزوجته ة كبار رجالات البلاط الملكي، ومقابرهم التي شيدت خصيصا لدفنهم وجدت خالية من أي موتى. حيث يؤكد هذا الاكتشاف ويؤيد ما سبق افتراضه أن اخناتون هو ذو القرنين الذي هاجر من مصر وطاف الأرض واستقر في آخر الامر في الصين حيث توفي هناك.
[/b]